زيلينسكي يتهم بوتين بالسعي لإطالة أمد الحرب عبر طرح “إدارة انتقالية” في أوكرانيا.. المعارك تتواصل والقصف يشتد

مورمانسك- (أ ف ب) – اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالسعي الى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا عبر طرحه فكرة “إدارة انتقالية” لكييف برعاية الامم المتحدة.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف “كل ما يقوم به (بوتين) يؤخر أي احتمال (…) للتفاوض” بهدف “وضع حد للحرب”.
وطرح الرئيس الروسي في وقت سابق الجمعة فكرة “إدارة انتقالية” برعاية الأمم المتحدة في أوكرانيا، في اقتراح يتضمّن رحيل فولوديمير زيلينسكي، قبل إجراء مفاوضات بشأن اتفاق سلام بين البلدين.
كذلك، تبادلت روسيا وأوكرانيا اتهامات مجددا باستهداف منشآت للطاقة في كلا الجانبين، في انتهاك لاتفاق هش أعلنته واشنطن هذا الأسبوع ويهدف إلى وقف الضربات على مواقع الطاقة.
وقال بوتين خلال زيارة لمدينة مورمانسك في شمال غرب روسيا “يمكننا بالطبع أن نبحث مع الولايات المتحدة وحتى مع الدول الأوروبية، وبالطبع مع شركائنا وأصدقائنا، برعاية الأمم المتحدة، في احتمال تشكيل إدارة انتقالية في أوكرانيا”.
وهذه المرة الأولى التي يعرض فيها بوتين فكرة “إدارة انتقالية” قال إنّها ستقوم بـ”تنظيم انتخابات رئاسية ديموقراطية من شأنها أن توصل إلى السلطة حكومة تحوز ثقة الشعب، ومن ثمّ نبدأ مع هذه السلطات مفاوضات بشأن اتفاق سلام”.
ومنذ شباط/فبراير 2022، تبرّر روسيا حربها على أوكرانيا باتهام زيلينسكي بأنه رئيس غير شرعي، مشيرة إلى انقضاء ولايته البالغة مدتها خمس سنوات بعد انتخابه رئيسا في 2019.
غير أنّ الأحكام العرفية المطبّقة في أوكرانيا منذ بداية النزاع، تحظر إجراء انتخابات في وقت تتعرّض البلاد لعمليات قصف بشكل يومي.
– “مبادرة” روسية على الجبهة –
من جهة أخرى، أشار الرئيس الروسي إلى أنّ قواته تحافظ على “المبادرة الاستراتيجية” على خط المواجهة في أوكرانيا.
وقال بوتين الذي يحقّق جيشه تقدّما بطيئا خصوصا في شرق أوكرانيا، رغم الخسائر التي مُني بها، “ثمة ما يدعو إلى الاعتقاد أننا سنحقّقها (الأهداف)” معتبرا أن “على الشعب الأوكراني نفسه أن يدرك ما يجري”.
وأضاف “نحن نتجه تدريجا، ربما ليس بالسرعة التي نود، ولكن مع الإصرار واليقين، لتحقيق كل الأهداف المعلنة”.
ولا يزال فلاديمير بوتين الذي أمر قواته في العام 2022 بمهاجمة أوكرانيا، يطالب باستسلامها والتخلّي عن تطلّعاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والتخلّي عن المناطق التي تحتلّها موسكو. وتعتبر الدول الغربية وكييف أنّ هذه الشروط غير مقبولة.
بعد ممارسة ضغوط أميركية، وافقت كييف في 11 آذار/مارس على وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدّة 30 يوما. وبعد إصدار تحفّظات عن الأمر، رفض بوتين ببساطة وقف إطلاق النار خلال مكالمة مع دونالد ترامب، ووافق فقط على عدم استهداف مواقع الطاقة.
ومنذ الاتصال الهاتفي بين ترامب وبوتين في 18 آذار/مارس، تتبادل موسكو وكييف الاتهامات باستهداف منشآت للطاقة، الأمر الذي يعكس هشاشة الاتفاق الذي سعت إدارة ترامب للتوصل إليه.
الجمعة، أعلن الجيش الروسي أنّ هجوما أوكرانيا بصواريخ “هايمارس” الأميركية، تسبّب في “حريق قوي” ودمار كبير في محطة “سودجا” لقياس الغاز، في منطقة كورسك الروسية حيث تدور معارك وحيث لا تزال قوات كييف تسيطر على جزء صغير.
كذلك، اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بإطلاق صواريخ وأكثر من عشر مسيّرات على بنيتها التحتية للطاقة خلال الساعات الـ24 الماضية.
– نسخة جديدة من الاتفاق حول المعادن –
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي إنّ “محاولات شنّ هذه الضربات تتواصل يوميا”.
من جانبها، اتهمت شركة “نافتوغاز” روسيا بضرب بنى تحتية للغاز. وأشارت إلى أنّ الهجوم أدى إلى أضرار في “مرافق لإنتاج الغاز”، واصفة هذه الضربة بـ”محاولة” روسية لـ”تقويض استقرار الطاقة” في أوكرانيا.
وبعد محادثات في السعودية بوساطة واشنطن الثلاثاء، أعلن البيت الأبيض اتفاق هدنة في البحر الأسود، حيث كانت الأعمال العدائية محدودة للغاية منذ أشهر.
لكنّ الكرملين وضع شرطا يبدو أنّه لم يُلبَّ إذ أشار إلى أنّ هذا الاتفاق لن يدخل حيّز التنفيذ إلا بعد “رفع” القيود الغربية المفروضة على التصدير التجاري للحبوب والأسمدة الروسية.
وأعلن الكرملين الجمعة أن رفض الدول الأوروبية رفع العقوبات المفروضة على روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا، يدل على “أنها لا تريد سلوك طريق السلام”.
وخلال قمة شاركت فيها حوالى ثلاثين دولة أوروبية في باريس الخميس، أعلن حلفاء كييف بالإجماع معارضتهم رفع العقوبات المفروضة على روسيا.
وعلى الجبهة، أعلن الجيش الروسي السيطرة على بلدتين، إحداهما في الجزء الذي تحتله أوكرانيا في منطقة كورسك، والأخرى في شمال شرق أوكرانيا.
إلى ذلك أعلن الرئيس الاوكراني الجمعة أنه تلقى من الولايات المتحدة نسخة جديدة من الاتفاق حول المعادن النادرة في اوكرانيا والتي تريد واشنطن استغلالها.
ورغم عدم إعلان تفاصيل المسودة الجديدة للاتفاق في شكل رسمي، وجه نواب أوكرانيون ووسائل اعلام محلية انتقادات شديدة اليها معتبرين انها “غير مقبولة”.
وذكرت صحيفة “اوكرينسكا برافدا” أن “فريق ترامب تراجع عن كل التسويات التي تم التوافق عليها قبل شهر”، والوثيقة الجديدة “تشكل شبه تخط لكل الخطوط الحمر” و”تحرم (أوكرانيا) قسما من سيادتها” وتجبرها على “تسديد كل المساعدة الاميركية التي تلقتها”.
واضافت الصحيفة أن الاتفاق لا ينص على أي ضمان أمني لأوكرانيا، الامر الذي تلح عليه كييف.