كتاب عبد الناصر و عرب المهجر – تأليف فتحي الديب

مقدمة
بقلم: عـادل حمــودة
صعب أن أحدد لك مساحة غضبي.. فكل ساعة تقص إسرائيل جزءا من جغرافيتي.. وتحرق جزءا من تاريخي.. وتلوث جزءا من شرفي.. صعب أن أحدد لك مساحة قلقي.. فجثث أطفال العراق تطفو كل صباح علي فنجان قهوتي.. وضعف الوطن العربي وتمزقه يودعني كل ليلة قبل نومي.. إن غضبي بحر بلا سواحل.. وقلقي صحراء غاضبة عاصفة بلا خضرة.. لقد ضاع كل ماصنعته هباء.. عدنا إلي نقطةالصفر.. مكتوب علي هذه الأمة أن تبقي مسكونة في نقطة الصفر.
كان يحدثني بصوت حاد صارم يعوض ضعف البصر الذي جاء به الزمن, بينما كانت أنواطه ونياشينه وأوسمته وصوره القديمة تطل علينا وهي معلقة بشموخ علي الجدران.. وكانت كتبه مثل أولاده تجلس معنا في غرفة مكتبه تلخص سنوات التاريخ الأبيض التي عاشتها المنطقة العربية وهي تنسلخ من العبودية إلي الحرية.. ومن القبلية الي القومية.. لكن هذه السنوات شاخت وترهلت وفقدت بريقها وبراءتها.. ولم يبق منها سوي ذكريات فتحي الديب الذي تورطت ذات مرة وسألته عمايغضبه.. فكان ما قال في أول المقال.
للتحميل
كتاب عبد الناصر و عرب المهجر – تأليف فتحي الديب