ترجمات و تحقيقات

اجتماع مصيري لوزراء خارجية الحلف الأطلسي لمنع انفراط عقد الناتو على وقع حرب ترامب للتجارة العالمية.. أوروبا أمام اختبار أمني حاسم ومُواجهة الخطر الصيني- الروسي- الإيراني أولوية..

وزير الخارجية الأمريكي: واشنطن جزء من الناتو وعلى كل الأعضاء الالتزام بتوفير 5 بالمائة من الانفاق

بروكسيل  ـ “رأي اليوم” ـ اسيا العتروس:

تعددت محاولات جس النبض بين ادارة الرئيس ترامب و بين بقية اعضاء الحلف الاطلسي أمس مع انطلاق اشغال قمة وزراء خارجية الناتو في بروكسيل، وخلف الابتسامات العريضة أمام الكاميرا وخلف التصريحات المتفائلة أمام الصحفيين يبقى الغموض والشكوك سيد المشهد في انتظار اللقاءات التي يعول عليها وزراء خارجية الناتو مع وزير الخارجية الامريكي مارك روبيو و سفير واشنطن لدى الناتو وايتيكر لاستقراء خطة واشنطن  ازاء الحلف كما ازاء عدد من الملفات المصيرية، ومنها بالاضافة الى المخاوف من تراجع الدعم الامريكي لاوكرانيا مخاوف تتعلق بما تم تسريبه من تقارير عن انسحاب للقوات الامريكية من اوروبا و احتمال سحب الاسطول السادس والرؤوس النووية فيما تذهب بعض المصادر الى احتمال تسليم امريكا القيادة الامريكية في اوروبا  في ظل انصراف اولويات واشنطن الى المحيط الهادي و الهندي و هو ما يعني  بالنسبة الى اوروبا  التعجيل بوضع خططها الدفاعية  واستقلاليتها في السنوات القادمة  عن القرار الامريكي. وهو ما يعني أنه في حال اتجهت ادارة ترامب الى هذا الخيار استباق كل المفاجات و الاستعداد لملىء الفراغ . ويأمل الاوروبيون الى الحصول على اجوبة مقنعة من ادارة ترامب فهناك حوالي ماءة الف من القوات الامريكية في اوروبا و في سيتعين  الاستعداد لكل السيناريوهات بعد تصريحات ترامب عن ضم كندا وتهديداته لغرينلاند و تحذيراته بان واشنطن غير مستعدة للدفاع عن أي دولة في الحلف لا تقدم ما يكفي لضمان حمايتها كل ذلك طبعا الى جانب التقارب مع روسيا و نفي نائب الرئيس الامريكي فانس  ان تكون روسيا  خطرا.

و يضغط ترامب لدفع دول الحلف لرفع مساهماتها الى 5 بالمائة مقابل 2.7 في المائة عما كانت عليه في خضم كل ذلك قال مارك روبيو وزير الخارجية الامريكي في بروكسيل  في لقاء صحفي حيث انطلقت اشغال قمة وزراء خارجية الناتو أن الرئيس الامريكي واضح بشأن دعم الحلف الاطلسي و قال روبيو “نريد ناتو أقوى و نريد التزاما من الدول الاعضاء التي تمتلك الامكانيات بشكل خاص تقديم المزيد ” واضاف روبيو الذي يسجل أول مشاركة له في اشغال الناتو بعد  تولي ادارة ترامب مهامها أن واشنطن تجعل من الدفاع اولوية و تنتظر من الدول الاعضاء التزاما بذلك”. روبيو الذي كان يتحدث في مقر الحلف الاطلسي بحضور الامين العام مارك روتيه ذهب الى ابعد من ذلك في وصفه ما يروجه الاعلام في الداخل والخارج  بالهستيرية، وأوضح أن ترامب ليس ضد الناتو بل ضد عدم توفر الامكانيات و دعا الدول الاعضاء الى ترفيع نفقاتها لدعم الحلف  بتوفير 5 بالمئة من الانفاق .. وهي الرسالة التي حملها ترامب من ولايته الاولى الى ولايته الراهنة.

 

 

 

 

من جانبه اعرب الامين العام للحلف الاطلسي مارك روتيه عن ارتياحه للمفاوضات التي يقودها الرئيس الامريكي لانهاء الحرب الروسية الاوكرانية و تحقيق السلام الدائم لاوكرانيا مشددا في ذات الوقت على التزام الدول الاعضاء بتقديم 20 مليار لاوكرانيا خلال الاشهر الاخيرة كما حذر روتيه من الخطر الذي تمثله الصين و روسيا و ايران و كوريا الشمالية  على مصالح الغرب معتبرا أن أمريكا تبقى حليف قوى للناتو .محاولات جس النبض بين ادارة الرئيس ترامب و بين بقية اعضاء الحلف الاطلسي تتواصل و خلف الابتسامات العريضة أمام الكاميرا و خلف التصريحات المتفائلة أمام الصحفيين يبقى الغموض و الشكوك سيد المشهد في انتظار اللقاءات التي يعول عليها وزراء خارجية الناتو مع وزير الخارجية الامريكي مارك روبيو و سفير واشنطن لدى الناتو وايتيكر لاستقراء خطة واشنطن  ازاء الحلف كما ازاء عدد من الملفات المصيرية , و منها بالاضافة الى المخاوف من تراجع الدعم الامريكي لاوكرانيا مخاوف تتعلق بما تم تسريبه من تقارير عن انسحاب للقوات الامريكية من اوروبا و احتمال سحب الاسطول السادس و الرؤوس النووية فيما تذهب بعض المصادر الى احتمال تسليم امريكا القيادة الامريكية في اوروبا  في ظل انصراف اولويات واشنطن الى المحيط الهادي و الهندي و هو ما يعني  بالنسبة الى اوروبا  التعجيل بوضع خططها الدفاعية  و استقلاليتها في السنوات القادمة  عن القرار الامريكي.

 -قبل قمة لاهاي ..-قنبلة ترامب للرسوم الجمركية تخلط الاوراق

أمس تسارعت الاحداث بشكل متواتر على وقع انطلاق اشغال قمة وزراء خارجية الحلف الاطلسي  اليوم الخميس في بروكسيل و التي تستمر على مدى يومين وذلك بعد اطلاق الرئيس الامريكي دونالد ترامب قنبلة الموسم ممثلة في الرسوم الجمركية على نحو ستين بلدا بينها دول  حليفة لامريكا و منها دول الاتحاد الاوروبي و كندا واليابان.

وقد استبق الامين العام للناتو اشغال وزراء خارجية الناتو بالنفى القاطع  عن أي تراجع ادارة الرئيس ترامب عن دعم الحلف مشددا على التزام الرئيس الامريكي بعد اعادة انتخابه بالحلف و بالبند الخامس من ميثاقه الذي يقضي بأن أي اعتداء على أي  عضو فيه يعتبر اعتداء على كل الاعضاء .ويأتي اعلان الرئيس الامريكي  دونالد ترامب  لما وصفه “بيوم التحرير” بفرض رسوم جمركيه على  ستين بلدا في العالم بينها شركاء الولايات المتحدة وبينها دول الاتحاد الاوروبي و بريطانيا و كندا في اطار ما وصفه بيوم ولادة الصناعة الامريكية من جديد”.

وكان الامين العام للحلف الاطلسي  مارك روتيه  استبق افتتاح اشغال قمة وزراء خارجية الحلف الاطلسي اليوم الخميس  بالتأكيد على صمود و استمرار الحلف في دوره ضمان أمن الدول الاعضاء و تعزيز الدفاع المشترك , و قال روتيه “ان لقاء وزراء الخارجية سيتولى مناقشة القضايا الأمنية الملحة والتخطيط للقمة السنوية للحلف التي ستعقد في لاهاي في الخامس و العشرين من جوان القادم  مع حلول الذكرى السادسة و السبعين لتأسيس الحلف سنركز على تعزيز دفاعنا الجماعي.

  وتاتي اجراءات ترامب حول التعريفات الجمركية لتعيد خلط الاوراق و تفرض على الشركاء الاوروبيين في الناتو تحديات جديدة  في ظل ما وصفه البعض بالحرب التجارية التي يشنها ترامب على القارة العجوز كما على الصين و الهند و اليابان و بريطانيا و كوريا الجنوبية و غيرها.

 و بالعودة الى لقاء وزراء خارجية الناتو الذي يستمر على مدى يومين بحضور وزير الخارجية الامريكي في اول مشاركة له في اجتماعات الناتو فيما يتطلع بقية الاعضاء الى رفع الغموض و فهم توجهات الادارة الامريكية في هذه المرحلة خاصة بعد دخول ترامب على خط الحرب الروسية في اوكرانيا وكشف توجهاته نحو لقاء بوتين في المملكة السعودية ودعوته لانهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع على التوالي ..

-الخطر الصيني وتوجه التحالف الى المحيطين الهندي والهادي

 ويتطلع دول الناتو الى ما سيكشفه وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو خلال أول مشاركة له في اجتماعات الحلف  بعد عودة ادارة الرئيس ترامب التي اشهرت اعدائها للقارة العجوز ، و يناقش الحلف على مدى يومين الأولويات الأمنية للناتو بما في ذلك زيادة استثماراته الدفاعية، وتأمين سلام دائم في أوكرانيا.

ويأتي اجتماع وزراء خارجية الحلف الذي يمهد أيضا للاستعداد لقمة الحلف التي ستعقد في جوان القادم في لاهاي بعد اطلاق ترامب قنبلة الرسوم الجمركية على عشرات الدول من الحلفاء و الاصدقاء الى المناوئين و الاعداء و هو ما يجعل المناخ الذي ينعقد فيه هذا اللقاء محاطا بالمخاوف و الشكوك المعلنة والخفية و ذلك رغم رسائل الطمأنة التي حاول وزير الخارجية الامريكي بثها لدى وصوله الى مقر الناتو و تأكيده على التزام واشنطن في دعم هذا التحالف القوي و ما يستوجبه ذلك من ترفيع في مساهمات الدول الاعضاء.

و قال الامين العام للناتو “نعيش في عالم خطر، وفي مواجهة هذه التحديات وغيرها، يجب أن نبني حلف ناتو أقوى وأكثر عدلاً وأكثر فاعلية.” و استطرد أنه لهذا السبب، جاء وزراء  خارجية الناتو الى بروكسيل لضمان توافقنا وعملنا بشكل نشط نحو هدفنا المشترك.و خلص روتيه الى ان الناتو يسعى لبناء حلفً أكثر قدرة من خلال الاستثمار في الاحتياجات لمواجهة التهديدات.

و عن حجم الانفاق قال روتيه ان العديد من الحلفاء يرفعون من مستوى إنفاقهم بطريقة غير مسبوقة منذ عقود كما توقع ان تتسع قائمة الدول الاعضاء التي سترفع مساهماتها في الأيام القادمة. و قال “هذا أمر بالغ الأهمية, سيتحدث الوزراء حول كيفية ضمان قدرتنا على الاستمرار في هذا الاتجاه. وهو ما سيتم مناقشته  مع الشركاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مع أوكرانيا، ومع الممثل السامي للاتحاد الأوروبي، كاجا كالاس،. و قال “أولوياتنا واضحة، نحن نبني حلفًا أقوى وأكثر عدلاً وأكثر فاعلية – هذا ما نحتاجه لضمان مستقبلنا.

-ناتنياهو في اوروبا في تحد للجنائية الدولية

وجب الاشارة الى انه بالتزامن مع هذه الاشغال في بروكسيل و فيما تستعر حرب الابادة في غزة بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي ناتنياهو زيارة الى المجر الدولة العضو في الحلف في تحد صارخ لمذكرة التوقيف الصادرة عن الجنائية الدولية لترتبط الزيارة ايضا باعلان المجر انسحابها من الجنائية الدولية …

-غزة تفرض نفسها على جدول الاعمال ..

 لم تغب غزة عن تصريحات الامين العام للناتو الذي وجد نفسه امام سؤال للراي اليوم حول موقف الحلف من جرائم الحرب المستمرة في غزة و هو من يدعو الى ملاحقة و محاكمة مجرمي الحرب في اوكرانيا في الوقت الذي يزور ناتنياهو المجر في تحد صارخ للجنائية الدولية فكان رد الامين العام للناتو كالتالي ” بالطبع، نحن نتابع الوضع في الشرق الأوسط، وخصوصًا في غزة ولبنان. والسؤال  هم جدا  جدًا عن  غزة، ونحن نتابعه عن كثب، ولكن في الوقت ذاته، هذه مسألة يتم التعامل معها على مستوى الحلفاء بصفة فردية  ، فهم من يتعاملون مع الأزم ةوفق ما يرونه . لذا، لا يوجد دور للناتو هنا. عندما يتعلق الأمر بحلف الناتو والتعاون الوثيق مع دول الجوار الجنوبي، بما في ذلك تونس ودول أخرى مثل الجزائر والمغرب وموريتانيا ومصر وإسرائيل وغيرها، فإن الأمر يتعلق بالتعاون الأمني و التدريب و مواجهة الارهاب و كيف يمكننا مساعدة بعضنا البعض؟ كيف يمكننا – كما هو الحال في موريتانيا أو، بالمناسبة، الأردن – وهو شريك مهم جدًا هناك، كما نفعل في العراق، كيف يمكن لحلف الناتو أن يساعد في ضمانالاستفادة من  هذه الشراكات  لمساعدة هذه الدول على بناء قواتها المسلحة الخاصة، وقواتها الأمنية الخاصة، وما إلى ذلك. ولكن عندما يتعلق الأمر بغزة نفسها والوضع هناك، فإن الأمر متروك للحلفاء الأفراد للتعامل مع هذه المسألة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »